Sunday, February 20, 2011

السياحة البيئية


مقدمة:
تعتبر صناعة الترفيه من إحدى أسرع القطاعات توسعا في اقتصاد معظم الدول الصناعية, وتمثل السياحة جزء مهما من هذا المفهوم الواسع, وتروج الاتجاهات الحديثة والمتمثلة في الإنفاق بجنون من اجل التسلية كلمتين رئيستين هما" السفر" و " السياحة" بكلتيهما. وهاتان الكلمتان هما ما يشكل صناعة السياحة وذلك بحسب المتفق عليه عند معظم الناس.
وتعتبر السياحة ذات أهمية جوهرية لعديد من البلدان, ويعزى ذلك للدخل الذي ينتج من استهلاك السياح للبضائع واستخدامهم للخدمات ومن الضرائب المفروضة على العاملين في صناعة السياحة ومذلك ينتج من الصناعات الخدمية التي تترافق مع السياحة. وتشمل الصناعات الخدمية على خدمات النقل مثل الجولات البحرية بالسفن والبرية بالسيارات وخدمة الإيواء في الفنادق والمطاعم والحانات وأماكن الترفيه, وخدمات كرم الضيافة مثل الحمات المعدنية والمنتجعات. وبالاستناد إلى تقديرات المجلس العالمي للسياحة والسفر ( WTTC) تشكل السياحة ما نسبته 10% من إنتاج الدخل الكلي في العالم مما يجعلها اكبر صناعة في العالم من حيث الدخل بقيمة بلغت عام 2005 ما مقداره 4.7 تريليون دولار. وللسياحة منتقدين يعتقدون أنها من الأسباب الأولية للتلوث والانحطاط, إلا أن البعض يعتمد على السياحة باعتبارها إرثا للمستقبل كونها من الصناعات التي لا تنتج مخلفات بحقبة الصناعات الثقيلة, ولذا فالصناعة السياحية لا تنتج التلوث مثل ما تنتجه الصناعات الأخرى والتصنيع.
وتعتبر البيئة أهم مصدر في صناعة السياحة, ويعتمد مستقبل السياحة على تطويرها بالتوافق والانسجام مع ما تهتم به البيئة والثقافة.
 ما هي السياحة؟
هناك العديد من التناقضات الواسعة الانتشار بين محللي السياحة حول كيفية تعريف السياحة. ويميل معظم الأكاديميين إلى إيجاد تعريفات خاصة لخدمة أغراضهم المحددة.
وقد اعتمد تعرف منظمة السياحة العالمية لأغراض هذا المساق والذي ينص على أن "السياحة تتضمن نشاطات الأشخاص الذين يسافرون ويقيمون في أماكن خارج بيئتهم المعتادة لمدة لا تزيد عن سنة متصلة من اجل الترفيه أو الأعمال أو لأغراض أخرى".
 نشوء حركة السياحة.
سافر الإنسان منذ بدء التاريخ لسبب أو لآخر وارتبط السفر في مرحلة ما قبل التاريخ بالصيد بعامة وصيد السمك بخاصة ولجمع الطعام. وبظهور مرحلة الرعي تنقل الناس باحثين عن الماء والكلأ لحيواناتهم ولأنفسهم. وفيما بعد قام التجار والمكتشفون بإعطاء السفر بالقارة الأوروبية بعدا جديدا. كما سافر بعض الرحالة ومتحمسي الفن لمناطق مختلفة للتعرف على ثقافات الآخرين وللاستمتاع بجمال المناظر الجديدة, وسافر الأباطرة كالرومان وحديثا البريطانيين كجزء من عملهم الحربي لتوسيع إمبراطورياتهم, وقد لعب السفر دورا رئيسيا في تطوير الحضارة كما استندت الاكتشافات للأراضي الجدية ولطرق السفر التجارية ولتبادل الثقافة والمعرفة على القدرة على السفر.
وبالعصر الحديث يسافر الناس لنفس الأسباب, فيسافر البعض من اجل العمل ويسافر آخرون من اجل المتعة وبعضهم للمشاركة بالأحداث الرياضية الخاصة والسياسية والفنية والموسيقية والتاريخية والدينية والأحداث الخارجية مستغلين تطور سبل المواصلات وتكنولوجيا الاتصال.
أما السفر فن للترفيه وكنشاط ممتع مفهوم جديد نسبيا, إذ لم تكن السياحة العالمية معروفة في اللغة الانجليزية وذلك حتى مطلع القرن العشرين.
السفر الجماعي:
وجهت لنهاية الحرب العالمية الثانية الحركة نحو حقبة الثورة التكنولوجية, وما تبع ذلك من سرعة ودرجة تغيير كبيرة لك يكن مسبوقا حتى من طرف الثورة الصناعية مما نتج عنه زيادة ضخمة للثروة وما ينفق من دخول.
وتدعم أنظمة النقل, وأشكال التواصل الأخرى وبالأخص التلفزيوني بقوة العوامل الاقتصادية التي تؤيد وتفضل توسع السياحة وذلك بتذكير مستمر بفوائد ونوعية مناطق الجذب بالبلدان الغربية. وقد غلب هذا التوجه بالتدريج توجه البقاء في البيت, وأصبح الناس مسحورين بما يقدمه الشرق لهم من أشياء رائعة.
وقد ازدادت ملكية السيارات, وتعتبر السيارات الخاصة حتى يومنا هذا أهم وسيلة نقل لقضاء العطلات. ثم جاءت صناعة الملاحة الجوية مقدمة كفاءة عالية في التجهيزات والتقليل الواقعي بالوقت الذي يعرف بالسفر. وقد أصبحت السياحة والسفر بوجود تكنولوجيا الاتصال والمعلومات واحدة من القوى الدولية الموجهة في القرن الواحد والعشرين مشكلة عصب الاقتصاد لبعض الدول النامية بينما تسهم فعليا في الدخل القومي للدول المتقدمة.
 مواضيع بيئية عالمية
 عالم  التوازن
أفصح علماء البيئة في الربع الخير من القرن 21 عن قلقهم حول المعدل الذي تنمو به الكثافة السكانية والتي تستلهم المصادر الطبيعية وتلغي بمخلفاتها لتفسد نوعية الحياة على الأرض. أن قدرة المناخ وموارد المياه العذبة, ومصادر المعان والمحيطات واليابسة على تحديد نفسها مهددة, ويتبع فيما يلي بعض العوامل التي تسهم وتتنبأ فيما يعتقده الكثيرون, بكارثة عالمية.
 قطع الأشجار:
تعتمد الحياة على الأرض بشكل مباشر أو غير مباشر على النباتات كونها تعمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتطلق الأكسجين الضروري لجميع الكائنات الحية, وبالرغم من ذلك فان الأشجار تقطع والغابات تزال لاستخدام انشابها للتدفئة والأثاث أو لاستخدام المناطق المزالة منها الأشجار للسكن بهدد موارد الطعام العالمية ويضعف التقدم الطبي.
 ارتفاع الحرارة العالمي
يطلق عدد من الغازات السامة وبالأخص ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين وكربونات الكلور والفلور إلى الجو وتجمع في الطبقة العليا, ويحذر علماء البيئة من أن هذا المزيج من الغازات بشكل طبقة غازية تجهز الحرارة المنبعثة من سطح الأرض مما يسبب ارتفاع لدرجة الحرارة عالميا.
كما ان بعض هذه الغازات مسؤولة عن تدمير طبقة الأوزون التي تجمع من أشعة الشمس والتي توجد على ارتفاع 25كم عن سطح الأرض, لما تتكاثف وتسقط هذه الغازات أيضا بشكل أمطار حامضية مسببة دمار هائل للنباتات والحيوانات التي تعيش على سطح الأرض.
 تلوث المياه واستنزافها
إن المياه أو بالأحرى قلة وجود الماء هو موضوع بيئي رئيسي في كثير من المناطق, ويحرم عدم وجود الماء كثيرا من الدول من تحقيق قدراتهم التطويرية. يعتبر توزيع رقعة الماء غير متناسق حيث تحصل بعض أجزاء العالم على أكثر مما تحتاجه ولا تحصل أجزاء على ما يرمقها. ولا يكفي الموجود من المياه في بعض المناطق على الزيادة في النمو السكاني أو أن ما هو موجود لا يمكن التغاضي عن كونه ملوثا كما هو الحال في بعض الدول المتقدمة.

الحاجة للسياحة البيئية:
بالإضافة إلى كون البيئة النظيفة والصحية والمحمية عنصرا مفيدا بالأصل للسياحة إلا أنها أيضا عنصر رئيسي للتنافس, حيث أن المستفيدين من السياحة مستعدين وبشكل متزايد للدفع في سبيل الحصول على بيئة أنظف وقد وجدت دراسة مسحية حديثة قامت بها منظمة الصناعة السياحية في أمريكا أن المسافرين مستعدين أن يدفعوا زيادة مقدارها 1.2% لخدمات السفر والمنتجات التي تقدمها الشركات الصديقة للبيئة. وهذا يعني بلغة الأقسام الكبيرة التي تقوم عليها صناعة السياحة ملايين الدولارات زيادة من اجل عمل الأشياء بطريقة أكثر حفاظا على البيئة وملخص القول أن البيئة هي المصدر الأساسي للصناعة السياحية سواء أكان السائح مستلقيا على الشاطئ أو يقوم بالغطس أو يشاهد الحيتان أو يتسلق أو يزور المواقع التاريخية أو الثقافية أو الفنية. أن ما تسوقه الصناعة السياحية هو التجربة والاستمتاع بالبيئة وبالتالي هذا ما هدانا للبحث لموضوعنا الرئيسي وهو السياحة البيئية.
لقد عرف مصطلح السياحة البيئية أن " السياحة القائمة على البيئة" كما يصفها معظم الناس, العالم هيكتور سيبالو لاسكوريان بعام 1988 وفي ذلك وفي ذلك الوقت كانت السياحة البيئية تستخدم كأداة إعلان وتسويق بدون أن تقدم أي خبرة أو مغامرة للزبون.
وعليه فقد اعتبرت السياحة البيئية شكلا منفصلا عن السياحة بشكل عام في 15- 20 سنة الفائتة فقط. وبالرغم من ذلك إلا أن السياحة البيئية تظهر معدل نمو عال بخلاف قطاعات السياحة الأخرى. وتتنبأ منظمات السياحة العالمية بان اغلب الزيادة بالسياحة على نطاق عالمي يكون مصدرها السياحة المعتمدة على الطبيعة الحية.
إذا ما المعنى الدقيق للسياحة وما مهماتها وما هي عناصرها؟ وما هو تأثير السياحة البيئية على المجتمعات المحلية أو على البيئية المحلية؟
  ما هي السياحة البيئية؟
إن مصطلح السياحة البيئية حديث نسبيا بالرغم من كون المفهوم أقدم من ذلك. وهناك عدد من التعاريف لهذا المصطلح ولكن لعل أكثرها شمولا ذلك الذي انشاته مؤسسة السياحة البيئية الأمريكية التي تصف السياحة البيئية بـ : " السفر للمناطق الطبيعية لدواعي النظام البيئي, أثناء خلق فرص اقتصادية تقدم من وار الحفاظ على المصادر الطبيعية فائدة للمحليين".
وقد عرف اتحاد الحافظ على البيئة العاملة بعام 1996 السياحة البيئية بأنها " السفر والزيادات المسؤولة بيئيا للمناطق ثقافية مرافقة من الماضي أو الحاضر" الأمر الذي يؤكد على الحفاظ على البيئة كما أن له ( لهذا النوع من السفر) تأثير سلبي منخفض وهو يقدم مصدرا مهما بعمل على رفع الاقتصاد المجتمع المحلي من قبل السكان المحليين.
السياحة التي تشمل السفر للمناطق الطبيعية المستقرة نسبيا أو غير الملوثة بغرض الدراسة أو الإعجاب أو الاستمتاع بالمناظر ونباتاتها وحيواناتها البرية بالإضافة إلى وجود أي ظواهر ثقافية ( من الماضي أو الحاضر) في تلك المناطق هي السياحة البيئية كما عرفها سيبالوس لاسكوريان في عام 1991.
إن ابسط تعريف للسياحة البيئية هو السفر المسؤول لمناطق طبيعية تحافظ على البيئة وتحسن معيشة أفرادها المحليين.
 مبادئ السياحة البيئية:
وهذه هي المبادئ التي حددتها مارثا هوني في عام 1999:
تشمل على السفر إلى مناطق طبيعية.
تقلل من الأخطار على البيئة.
تبني لدى الأفراد وعيا نحو البيئة.
تقدم إعانات مالية مباشرة من اجل الحافظ على البيئة.
تقدم إعانات مالية وفرص عمل للمحليين.
تحترم الثقافة المحلية.
تدعم حقوق الإنسان والحركات الديمقراطية.
من الواضح أن تحقيق جميع هذه المبادئ صعب المنال لأي شخص يدير مؤسسة للسياحة البيئية كما انه من المشكوك أن يطبق مشروع معين أو مدير مشروع ما جميع تلك المعايير, إلا أنها تفيد إعطاء قاعدة للأقمار كي ينطلق عند الكشف عن عمل سياحي ما بأنه يعتبر سياحة بيئية أولا, ويجب أن يكافح معظم المشغلين الذين يمكن القول بصدق عنهم بان سياحتهم بيئية لتطبيق اكبر عدد ممكن من تلك المعايير.
وبعد التعريفات السابقة للسياحة البيئية فهي ببساطة يمكن ان تعتبر السياحة الصحية بيئيا.

 العناصر الرئيسية للسياحة البيئية.
هناك ثلاثة عناصر رئيسية للسياحة البيئية:
1. التي تعتمد وتركز على الطبيعة.
يعتبر هذا العنصر البيئي في السياحة البيئية وهو الذي يوضح بأنها مرتبطة بالطبيعة والبيئة, ويشير مصطلح " المستند على الطبيعة إلى النباتات والحيوانات في منطقة معينة.
2. التثقيف والتفسير
يعتبر هذا العنصر واحدا من العناصر الأساسية للسياحة البيئية لان العديد من الناس أصبحوا من محبي المغامرة. يعرفون أن يتوجهون بتذكار, وعندهم الفضول ما يشاهدونه, فهم يبحثون عن الخبرة السياحية التي تزودهم بالمعلومات التي تساعدهم على فهم البيئة التي يزورونها بالإضافة إلى جوانب الإرث والثقافة في تلك البيئة.
ويجب أن تقدم هذه المعلومات بطريقة ممتعة اخذين بالحسبان ان السياح البيئيون في عطلة وهو راغبون بالاستمتاع بها.
3. الإدارة الواقعية:
يهتم هذا العنصر بواقع البيئة والذي يعتبر مسؤوليتنا نحو مستقبل كوكبنا, أما إذا قمنا بتدمير مناطق الجذب السياحية الطبيعية والبيئية في مناطقنا, وهي التي يأتي الناس لزيارتها, فسيذهبون إلى مناطق أخرى سيقضى على هذا النوع من التجارة.
وتعالج الإدارة الواقعية من جهة أخرى, الضغط المادي على البيئة وذلك عن طريق تزويد السياحة بالتقنيات البسيطة للتخلص من النفايات والتقليل من استخدام الطاقة.
ولا تشير الواقعية للبيئة الطبيعية فقط ولكنها تلمح أيضا حاجة المجتمعات المحلية من خلال الإقبال على الخدمات المحلية وتعيين السكان المحليين ثقافيا وماليا.


 المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالسياحة البيئية:
هناك العديد من المصطلحات التي تصف أنواع السفر بقدر ما يوجد شركات بينها يكمن في ما وراء هذه المصطلحات من حوافز وأخلاق.
 السفر من اجل المغامرة
تستخدم هذا المصطلح عادة دائرة التسويق ويمكن تعريفه بأنه الخبرة غير الاعتيادية التي تتضمن قدرا من المخاطرة والمجهول وينقسم سفر المغامرة إلى قسمين:
المغامرة السهلة: وتتضمن قدرا منخفضا ن الخطورة ومستوى إقامة أكثر راحة ومعاناة جسدية اقل.
المغامرة الصعبة: وهذه الأنواع يقدم لها الخدمات الأساسية فقط ومستوى عامل الخطورة الذي تعرضه أعلى وتقدم تحديات جسدية مثل مغامرة تسلق الجبال.
السياحة المستدامة: ويمكن استخدام هذا المصطلح لأي شكل من أشكال السياحة لا يقلل من توفر المصادر ولا يمنع المسافرين مستقبلا من التمتع بنفس الخبرة, فإذا كان مثلا وجود عدد كبير من السياح يعتبر مؤثرا في أسلوب تزاوج الحيوانات فيؤدي إلى قلة عددها في المستقبل اعتبرت هذه المرحلة غير مثبتة وحافظة للبيئة.
السياحة المسؤولة: هي السياحة التي تعمل بطريقة تقلل فيها من التأثيرات السلبية على البيئة, مثل رحلات التخييم التي لا تترك أثرا.
السياحة المستندة على الطبيعة: مصطلح عام يطلق على أي نشاط أو خبرة سفر تركز على الطبيعة مثل مساكن الغابة الكبيرة.
السياحة الخضراء: ويستخدم هذا المصلح بالتبادل مع السياحة البيئية, والسياحة المستدامة ولكن يوصف بدقة اكبر بأنه أي نشاط أو تسهيل تعمل بطريقة ودودة مع البيئة.
السياحة متعددة المغامرة: تركز هذه الرحلات على النشاطات المادية الخارجية, وهي غير مستدامة عادة ولكن كثيرا من الشركات تريد حماية هذه المناطق التي تقام فيها تلك النشاطات مثل التسلق وركوب الطوف ( مجموعة سيقان شجر مربوطة مع بعضها البعض لتشكل ما يشبه اللوح الكبير الذي يطفو فوق سطح إملاء) والسير على الأقدام في الجبال.
السياحة الثقافية: إن التفاعل مع الثقافة وملاحظتها الفريدة يعتبر هدف هذا النمط من الرحلات والقيمة الحقيقية له هي التعلم من الثقافات الأخرى لتوسيع المدارك.

 تأثير السياحة البيئية على البيئة:
كانت الفوائد الاقتصادية هي أول ما ركزت عليه السياحة في السبعينيات وبحلول الثمانينيات أصبح واضحا أن تشمل مشاريع السياحة التأثير الاقتصادي بالإضافة لالتزامها بالقوانين البيئية الجديد. وأضافت التسعينيات بعدا آخر وهو التأثير الاجتماعي خصوصا على المجتمعات المحلية.

فوائد السياحة البيئية:
يمكن تصنيف فوائد السياحة البيئية للمجتمعات المحلية إلى اقتصادية وثقافي اجتماعية ومادية.
إن إدخال موضوع الإيواء لتجارة السياحة البيئية يمكن السكان المحليين من المحافظة على المكان وزيادة الإحساس به. وهو أمر مهم لضمان المحافظة على البيئة لأمد طويل بالإضافة للوفاء بالاحتياجات الاقتصادية للسكان المحليين.
توفر السياحة البيئية مصدرا ممتازا للتبادل الأجنبي والذي يمكن أن تستخدمه حكومات الدول النامية لتمويل النمو الاقتصادي والتطوير.
ويمكن اعتبار الفوائد الثقافي اجتماعية حافز إضافي للسكان المحليين للمحافظة على ارثهم الثقافي ونمط معيشة صالح لفترة طويلة حيث أن السياح البيئيون مسافرين يبتغون خبرات سفر فردية وأصلية.
تزيد السياحة البيئية الوعي نحو المحافظة على الموجودات الطبيعية.
تعتبر السياحة البيئية والنشاطات المرافقة لها أشكالا أفضل لاستفادة الأرض من معظم المهن الزراعية وخاصة بالمناطق القاحلة وشبه القاحلة.

 التأثيرات السلبية للسياحة البيئية.
تفشل أحيانا عمليات السياحة البيئية في الوفاء بغايات المحافظة على البيئة وتعتبر السياحة البيئية نشاطا كبير يحدث بدون تفكير مسبق أو تحضير في كثير من المناطق المحمية ( المحميات).
أن تأكل البيئة نتيجة البنية التحتية التي تقام للسياح مثل المنتجعات وتطوير الفنادق وذلك بالقرب من المواطن الطبيعية لتعشيش وتفريخ الحيوانات مثل الشواطئ يزعج ويشوش عمليات التزاوج لديها مثال ذلك السلاحف والأسماك.
حتى الزيادة البسيطة في عدد السكان مهما كانت فترتها محدودة توجد ضغطا إضافيا في البيئة المحلية, بالرغم من أن المقصود بالسياحة البيئية " الجماعات الصغيرة" كما أن ضغط السكان يخلف وراءه كمية نفايات وتلوث مرتبطان بنمط الحياة الغربية.
ويسمح للسياح باسم السياحة البيئة بزيارة المناطق السكن الطبيعية للسكان المحليين وفي بعض الأحيان يكون هؤلاء السكان أنفسهم موضوع الجذب لدى السياح, الأمر الذي يؤدي إلى استياء السكان لتطفل السياح عليهم.
إجلاء السكان المحليين عن مناطق سكنهم. ويعتبر أقوى مثال على إجلاء السكان المحليين عن مناطق سكنهم من اجل إنشاء منتزه هو مثال قرية مساي في كينيا, فهناك حوالي 70% من المنتزهات القومية ومحميات الألعاب الطبيعية بشرق أفريقيا كلها على ارض مساي.

 تحسين الاستدامة:
يعد هدف السياحة البيئة الرئيسي هو أعلام المسافرين بالإخطار التي يسببونها للبيئة وتعليمهم كيفية إحداث اقل تأثير ممكن على البيئة من اجل المحافظة والإبقاء على عجائب البيئة الفريدة وذلك لكي يستطيع الآخرين من بعدهم من الاستمتاع بها مستقبلا.
وحيث أن تطبيق تعليمات السياحة البيئية قليل أو معدوم فقد تم تصنيف عمليات الغسيل الأخضر الهدامة بيئيا مقل إقامة الفنادق تحت الماء وجولات الطائرات العمودية وإقامة المنتزهات الخاصة بالحياة البرية على أساس أنها سياحة بيئية بموازاة ركوب الزوارق والتحتيم والتصوير ومراجعة الحياة البرية.
قد تجادل كثير من علماء البيئة من اجل مقياس علامي للاعتماد يفرق بين شركات السياحة البيئية منطلقا بين مستوى التزام الشركات البيئي, بحيث يقوم مجلس ضبط قومي أو دولي بتنفيذ عملية الاعتماد بموجود ممثلين من مختلف القطاعات الحكومية وممثلي الفنادق ومنظمي الجولات السياحية ووكلاء السفر والادلاء السياحيين غير الحكومية. وتقوم الحكومة بتأييد قرارات المجلس وذلك من اجل أن يفرض على الشركات غير المطبقة للاعتماد بالامتناع عن استخدام السياحة البيئة كعلامة تجارية.
ويقترح العديد من علماء البيئة نظام النجمة الخضراء والذي يرتكز على معايير تشتمل على خطة للإدارة وتقديم الفائدة للمجتمع المحلي, والتفاعل مع مجموعة صغيرة, وتقدم قيمة تعليمية كما تقوم بتدريب العاملين. فيتمكن السياح البيئيون من اعتبار اختياراتهم أكثر وثوقا بخصوص الخبرة الأصلية في السياحة البيئة عند رؤيتهم عدد النجوم التي تقدر الخبرة مثل النجوم التي تقيم الفنادق.
تعتبر كينيا مثالا على المناطق التي لم يتم التأكيد على السياحة البيئية بها. ففيها توجد اكبر منتزهات شيخ السفاري والتي تشتهر بتقريب السياح من الحياة البرية بدلا من السماح لهم بعيشها. وبالرغم من كونها منطقة رائجة حدا للسياح بسبب وجود متنزهات سبه السفاري إلا انه مدمرة للحيوانات البرية ولمواطن عيشها وكذلك بالنسبة للناس أنفسهم, حيث يعرض الناس انفيهم للخطر باقترابهم أكثر مما ينبغي من الحيوانات المفترسة التي لم يتم ترويضها وقد يصابون بالأمراض عن طريق العدوى من الحيوانات البرية أو قد يعرضون الحيوانات نفيها للأمراض ينقلونها إليها.
وعلى العكس تماما فالهند تعتبر مثالا على المناطق التي يتم التأكيد على السياحة البيئية فيها. فقد عالجت الهند مسالة المتطلبات الاقتصادية للسياحة على مناطق مثل جبال الهمالايا بواسطة عملية آمنة وصحية ومضبوطة لغرض قوانين السياحة البيئية على السياحة المسافرين بالمنطقة. ولمحمية جبال الهمالايا الطبيعية سياسة صارمة بشان رمي الفضلات والتلوث بجميع المناطق الطبيعية, ففي الأماكن المسموح بالمشي فيها لا يسمح للزائر بالحياد عن الأماكن المسموح بها والتجار على ارض الأدغال أو لمس الحيوانات أو رمي القاذورات. وتعتبر سلسلة جبال الهمالايا اكبر سلسلة في العالم فستضيفه أعلى قمم الجبال ومنها قمة افرست.
وتعتبر استراليا أيضا من البلدان التي عرفت فوائد السياحة البيئية فقد أدرج في اسم الحرف الصخري الضخم القريب من سطح البحر في استراليا بقائمة التراث العالمي وذلك لأهميته البيئية. فهو ليس منطقة جذب للسياح فقط بل يعتبر أيضا اكبر نظام بيئي في العالم. ومن الممكن تدميره بسهولة عن طريق اتصال البشر وتحور المرجان أو من قبل المخلوقات البحرية الأخرى, وقد اثر البشر على الجرف الصخري عن طريق جمع المرجان الذي يأخذ سنوات لينمو كتذكار. وقد عرفت السياحة البيئة للجرف الصخري الضخم عندما كسف تقرير بأنه في الأربعين سنة السابقة أي منذ الستينات كان هناك نقص في نسبة وجود السلاحف تصل ما بين 50- 80% كما أن تبقى ما نسبته 3% من حيوان الطوم ( حيوان مائي).
ومنذ عام 2004 م فرضت قوانين أكثر صرامة لحماية الجرف الصخري الضخم من مثل هذا الانقراض. فقد قسم الجرف إلى مناطق كي يتمكن السياح من ممارسة بعض النشاطات في بعض المناطق: فالمنطقة بلون زهري ليست مفتوحة أمام العامة. ويسمح للمنطقتين الملونتين بالأخضر والبرتقالي باستخدام القوارب والغطس والتصوير. واللونين الأصفر والأزرق فمسوم للسياح بهما بان يمارسوا السياحة مع وجود القيوم وأخيرا يسمح للسياح بالقيام بمعظم أنشطتهم بالمنطقة الزرقاء.
التدريب المناسب والخطوط الإرشادية للقائمين على الجولات السياحية.
يجب أن يكون القائمين على الجولات السياحية ذوي ثقافة جيدة ومتحمسين بشان البيئة التي يمثلونها لأنهم المؤيدين الرئيسيين للسياحة البيئية المستدامة. وهناك بعض الخطوط الإرشادية الواجب إتباعها التي تنصع وفق حاجات معينة تلائم صفات غاية معينة.
وقد ذكر نك كونتوجور الباحث السياحي من جامعة كولومبيا البريطانية بأنه " في حين أن هذه المبادئ المؤثرة للغير جديرة بالثناء نظريا إلا أن غياب البيئة الخاصة بالمكان يجددها من الدليل التجريبي".
وكنتيجة : فان ما يحدد عوامل النجاح الجوهرية من اجل تطوير سياحة بيئية مستدامة هي الظروف المحلية والشروط وليست اللعبة العالمية.
ومن احل الحصول على سياحة بيئة مستدامة يجب أن يكافح الإدلاء السياحيين والقائمين على الجولات السياحية على أن:
يكونوا مثقفين قدر الإمكان. يتعرف المسافرين على وجهتهم ويتعلمون كيفية المساعدة على الإبقاء على خصائص هذه الوجهة مما يجعل خبرات سفرهم أكثر جذبا لهم.
يقوموا بالحفاظ على سلامة المكان: يسعى السياح المثقفين للحصول على صفقات تؤكد على الصفات المحلية من حيث فن العمارة والتراث والطرق الفنية في الطبخ والبيئة...... الخ, ويعطي ريع السياحة قيمة إضافية لتلك الممتلكات قد لا يكون قد عرفها السكان المحليين سابقا.
يكفلوا بان الفوائد لصالح السكان المحليين: من الضروري كما انه ينتج صفقات جيدة طويلة الأمد في السياحة البيئية أن يوظف ويدرب السكان المحليين, ويتم شراء المؤن المصنوعة محليا ويستخدم الخدمات المحلية. وكلما استفاد المحليين من العملية قاموا بدعم النشاطات أكثر وحافظوا على الممتلكات بطريقة أفضل.
يحافظوا على المصادر: أن المسافرين الواعين للبيئة يفضلون الصفقات التي تقدم برامج فعالة للتقليل من التلوث والفضلات واستهلاك الطاقة واستخدام المياه واستخدام الموارد الكيماوية بالمناطق الريفية والإضاءة الليلة عير الضرورية ( يعني الشركات التي تبرهن على الوعي البيئي عن طريق أفعالها).
يحترموا الثقافة المحلية والتقليد: يشعر الزوار الأجانب الذين يتعلمون ويراقبون آداب المعاشرة المحلية باستخدام بعض الكلمات المجاملة باللغة المحلية يعيشون التجربة أكثر. ويقدر السكان بدورهم المحليين المعرفة الإضافية التي يكتسبونها من خلال تعاملهم مع التوقعات الأجنبية المختلفة عن توقعاتهم.
يقوموا بحماية المنتج: إن أصحاب المصالح الذين يدركون بان ضغط التطوير يمكن أن يستنزف المصادر فيضعون حدودا وتقنيات للإدارة ينظر إلى أعمالهم  صفقاتهم) على أنها جيدة وحساسة بيئيا.
نعم للنوعية لا للكمية: تحتاج المجتمعات لان تقيس مدى نجاح السياحة البيئة من خلال طول فترة الزيارة والمال المتفق ونوعية الخبرة لا من خلال العدد المجرد للزوار, فليس بالضرورة أن تكون زيارة العدد أفضل فلكل موقع حد أقصى بقدرة التحمل لا يجب تجاوزه.
ليعطوا خبرات لا تنسى: ينقل الزوار المكتفين والشغوفين بالتجربة المعرفة الجديدة إلى ديارهم وينقلون شغفهم لأصدقائهم فيحفزونهم لتجريب الخبرة مما يزود بأمواج مستمرة من السياح.
يقدموا تجارب أصيلة بصدق: تحوي البيئات الثقافية والطبيعية على أمور خيالية كثيرة لتقديمها مثل لوحات ما قبل التاريخ وسماء صافية في الليل وتناغم حياة فريد.. الخ وعلى المرء أن يكون حذرا من كونه متكلف بتقديم خبرات غير خيالية مقل القرى التقليدية التي تدار على أساس الربح المادي والتجارب الثقافية السيئة... الخ.
الخطوط الإرشادية وتثقيف السياح :
مع إن الإدلاء السياحيين وسطاء مباشرين وواضحين لنقل الوعي بالبيئة ومع الثقة بالسياح البيئيين والمعلومات الخاصة بالبيئة يستطيع الادلاء أن يتناقشوا بفعالية مع السياح حول مواضيع البيئة, وعليه يقدم الحد الأدنى من التثقيف خلال الجولة السياحية للسياح.
القواعد الذهبية للسياحة البيئية: أن للمسافرين تأثير على بيئة وثقافة البلد الذي يزورون كما أن وجود تدفق من قبل السياح لشراء المنتجات والتذكارات من الأسواق التي تهدم الحياة البرية يشجع على تطور هذه الأسواق مثل بيع الحلي المصنوعة من المرجان في الجزر الاستوائية ومنتجات الحيوانات حول الغابات الماطرة.
وتساعد هذه القواعد المسافر لجعل هذا التأثير ايجابي وعليه يجب على كل مسافر:
أن يطلع على الوجهة التي ينوي السفر إليها قبل وصولها بقراءة كتب الإرشاد ومقالات السفر ويوجه عناية خاصة للعادات مثل إلقاء التحية وارتداء اللباس المناسب وكيفية السلوك عند تناول الطعام.
أن يتبع الخطوط الإرشادية المشرعة كاستخدام الممرات المخصصة والبقاء بعيدا ضمن المسافة المحددة عن الحياة البرية لتقليل التأثير الشخصي على المناطق الرقيقة.
البحث عن ومساندة الصفقات المملوكة محليا واشترى المنتجات المحلية لضمان أقصى فائدة للمجتمع المحلي.
وأخيرا وليس آخرا التقط الصور فقط واترك أثار الأقدام فقط.

 إدارة مواقع السياحة البيئية والغسيل الأخضر
يستخدم مصطلح الغسيل الأخضر لوصف عملية تضليل الزبائن فيما يتعلق بالممارسات البيئة لشركة ما أو فيما يتعلق بالفوائد البيئة لمنتج ما أو خدمة معينة, وهي نزعة نحو تسويق المشروعات السياحة المموهة بمفهوم الاستدامة والمرتكزة على الطبيعة والسياحة البيئية الصديقة للبيئة.
وطبقا للأبحاث البيئية فان هذه المشروعات تعتبر مدمرة للبيئة ومستغلة اقتصاديا وغير حساسة ثقافيا على أسوا نحو. كما أنها فاسدة أخلاقيا لأنها تضلل السياح وتتلاعب بما يقلقهم بشان البيئة.
وبالرغم من أن الحفاظ على البيئة والإدارة الدقيقة للمصادر النادرة الوجود يصبح بتزايد أولوية دولية, يستمر الغسيل الأخضر بالنمو بكامل قوته.
ويستطيع احدنا أن يستنتج بالاستناد على مختلف التجارب حول العالم بن هناك مبادئ تخطيط معينة يجب أن تقود التطور من اجل نجاح التأسيس بسياحة البيئية في منطقة ما وبعض هذه المبادئ يكون:
تطبيق مقاييس صارمة للحفاظ على البيئة في المناطق الطبيعية المستخدمة للسياحة البيئية لحماية النباتات والحيوانات والنظام البيئي وأي مواقع للثار أو مواقع تاريخية وثقافية محلية.
تشريع مقاييس لاستيعاب الطاقة وبالتالي لا يكون هناك تطوير زائد للتسهيلات للسياح أو الاستخدام الزائد للبيئة مع ضمان أم لا يقلل من أهمية المصدر الطبيعي.
تطوير خدمات للسياح على نطاق ضيق في المواقع المناسبة بيئيا مع تصميمات مؤسسة محليا على استخدام مواد وأجهزة توفر الطاقة وطرق مناسبة للتخلص من النفايات فالخدمات الواسعة النطاق صعبة الإنشاء بطريقة صديقة للبيئة. تطوير مركز زوار يعرض صور عن المواقع.
جهز ووزع وصايا حول سلوك السياحة البيئية على سياح البيئة والقائمين على الجولات السياحية, وراقب عن بعد مدى تطبيق هذه الوصايا.
حضر إدلاء سياحيين مدربين جيدا حيث أنهم يقومون بتزويد السائح بالمعلومات الدقيقة وذلك لتثقيفهم بقضايا التنوع البيولوجي تقنيات ومتطلبات إدارة المحافظة على البيئة. ومراقبة السلوك الجيد المحافظ على البيئة خلال الجولات ويزودهم بمقدمة عظيمة بالقيم الاجتماعية.
دمج المجتمعات المحلية في تطوير السياحة البيئية عن طريق إتاحة فرص العمل وإيجاد الدخل لهم.








No comments:

Post a Comment